قبل عام 2015 كانت دول مجلس التعاون الخليجي ترى أن حضورها الإقتصادي في أفريقيا عامة وفي دول القرن الأفريقي خاصة يتفوق على حضورها السياسي، ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل أهمها :عدم الإستقرار السياسي لبعض الدول الأفريقية، وبروز الصورة السلبية والمغلوطة والغيرعادلة في الذهن الخليجي عن الدول الأفريقية مما أعاق العمل السياسي الخليجي في الساحة الأفريقية، فالسياسة الخليجية وإن كانت قد نجحت إلى حد ما في تدشين بعض المشاريع الإستثمارية في إفريقيا عامة ودول القرن الأفريقي والتي ساعدت في إنعاش جزئي لتلك الدول إقتصادياً، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي لم توظف تلك الإستثمارات بما يخدم مصالحها السياسية إلا بعد أن وجدت نفسها على خط المواجهة العسكرية مع طهران في جنوب الجزيرة العربية “جمهورية اليمن” .
جاء كتاب العلاقات الخليجية الأفريقية \ رؤية مستقبلية للقرن الواحد والعشرين في أدق وأخطر مرحلة تعيشها دول مجلس التعاون الخليجي منذ تاريخ تأسيسها الحديث إلى اليوم، فلقد إنعكس تأثير العلاقات الخليجية -الخليجية على سير العلاقات الخليجية الأفريقية مما ساهم وبشكل دقيق في ارتفاع موجة التنافس الخليجي على إفريقيا والذي وصل لمستويات غير مسبوقة بين أعضائه فتخلى ذلك التنافس عن معناه وبات اليوم أشبه بصراع وجودي أصاب أبناء الخليج العربي قبل منظومتهم الخليجية في مقتل بعد أن تحولت القارة الإفريقية إلى ساحة تصفية حسابات بين دول مجلس التعاون الخليجي ،،،